ستوكهولم – 17 تموز/يوليو 2025
تُعلن مؤسَّسة «معرض الكتاب العربي في أوروبا» عن فتح باب الترشيح للدورة الثانية من «جائزة ستوكهولم للثقافة العربية» لسنة 2025؛ وهي جائزة ثقافية رفيعة تهدف إلى تقدير العمل الثقافي الذي يُعزِّز حضورَ الثقافةِ العربية في المجتمعات الأوروبية، ويؤكّد رسالتها بوصفها جسرًا للتواصل وحاضنةً للتعدُّدية، بعيدًا عن أيِّ اصطفافٍ سياسي أو مذهبي.
وفي تعليقٍ على إختياره لإدارة شؤون الجائرة، قال الصحفي والمترجم عبد اللطيف حاج محمد، المنسِّقُ العام للدورة الثانية: «لسنا هنا لنشيّدَ برونزاً لغويّاً جديداً، بل لنعيدَ برمجةَ الأسئلة في فضاءٍ تتجاورُ فيه الهويّاتُ دون أن يبتلعَ أحدُها الآخر. إنَّ هذه الجائزة لا تُنصِّبُ حُرّاساً على أبوابِ المعنى، بل تفتحُ نوافذَ تطلُّ على ما وراء الحدود، حيث تتماهى النصوصُ مع قارئيها، وتتناغمُ الخرائطُ الثقافيّةُ في لحظةِ تلاقٍ خلاّقة. نحن نحتفي بمن يجعلُ اللغةَ جسراً يتجاوزُ الجاذبيةَ الأرضيّةَ للانتماء، ويحوّلُ الاختلافَ إلى خيطٍ مُلوَّنٍ جديدٍ في نسيجِ حكايتنا المشتركة».
وإضاف: إننا نكرِّمُ الذين يحوِّلون السردَ العربيَّ إلى جسرٍ زجاجيٍّ يرى العابرُ عبره تضاريسَ الحضارات دون أن ينكسرَ الضوءُ أو تتعثَّرَ الخطوة؛ الذين يؤمنون بأن الثقافةَ مصباحٌ جوَّالٌ يقتبسُ لغاتٍ شتّى ولا يفقدُ وهجهُ الأصيل، بل يجرؤ على إنارةِ العتمات التي نتقاسمها.»
من جهته، أكّد علاء البرغوثي، رئيس مجلس إدارة المؤسَّسة، أنّ تنظيم الجائزة للسنة الثانية تواليًا يُترجم التزام المؤسَّسة بدعم الإبداع العربي في المهجر، وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة التي تجعل من الثقافة نقطةَ لقاءٍ لا نقطةَ خلاف.
مسارات الجائزة
تستقبل الجائزة الترشيحات ضمن أربع فئات رئيسية:
1. النشر العربي تُكرَّم المبادرات الريادية في نشر الأدب العربي أو ترجمته إلى اللغات الأوروبية، سواءً عبر دور نشر مؤسَّسية أو مشاريع فردية تركت أثرًا ثقافيًّا واضحًا.
2. الشعر العربي تُمنح الجائزة للشعراء الذين تميَّزت أعمالهم بعمقٍ فني ورسالةٍ إنسانية معاصرة تُجسِّد قضايا الهوية والانتماء في السياق الأوروبي، وتُسهم في إثراء الحوار الثقافي.
3. تعليم اللغة العربية تُخصَّص للأفراد أو المؤسَّسات التي ساهمت، بوسائل تربوية مبتكرة، في تعليم اللغة العربية للناشئة أو للجاليات أو للناطقين بغيرها، تعزيزًا للتنوع الثقافي ودعمًا للاندماج المجتمعي القائم على الاحترام المتبادل.
4. التواصل الثقافي تُكرِّم المبادرات التي نجحت في بناء جسور تفاعلية بين الثقافة العربية والمجتمعات الأوروبية عبر الإعلام، أو الفنون، أو العمل المجتمعي؛ مؤكِّدةً وسطيةَ الجائزة وحيادها عن كلِّ بعدٍ سياسيٍ أو مذهبي.
آليّة الترشيح والتحكيم
يستطيع الأفراد والمؤسَّسات ترشيح أنفسهم أو غيرهم من خلال استمارة إلكترونية متاحة على الموقع الرسمي لمؤسَّسة «معرض الكتاب العربي في أوروبا». وتتولّى لجنةُ تحكيمٍ مستقلةٌ، تضمُّ نخبةً من المثقفين والإعلاميين العرب والأوروبيين، دراسةَ الترشيحات وفق معايير مهنية دقيقةٍ تضمن النزاهة والشفافية.
رسالة الجائزة
تسعى «جائزة ستوكهولم للثقافة العربية» إلى جعل الثقافة فضاءً رحبًا للقاء الإنساني وحوار الحضارات، مؤكِّدةً أنّ الاختلافَ لا ينقضُ جوهرَ الوحدة، وأنّ الانفتاح على الآخر هو السبيلُ الأمثل لبناء مستقبلٍ مشتركٍ قوامُه الاحترامُ والاعتدالُ والابتكارُ.
لتقديم الترشيحات اضغط هنا